نور الرياض

بين ذاكرة المكان والتاريخ نعيش قصة المدينة وتفاعل أحداثها باحتفالية النور
نور الرياض وهو أحد مشاريع الرياض ارت الذي اشتمل على عدد من الأعمال التركيبية والفراغية التي محور مادتها الضوء او تم عرضها بواسطة الضوء وتوزعت تلك الأعمال الفنية لفنانين سعوديين وعالميين في مواقع مختلفة من مدينة الرياض وكان احد هذه الاعمال يمتد بين سعف النخيل الشامخ بذاكرة المكان وقصص العابرين والزائرين في حديقة اليمامة .
حديقة اليمامة.. احد الحدائق التابعة لمركز الملك عبدالعزيز التاريخي حيث تشكل المسطحات الخضراء البنية الأساسية في هذه المساحة التاريخية الهامة، الأمر الذي يكسب منشآتها الثقافية والاجتماعية المتعددة سمة إضافية تتمثل في البيئة الطبيعية التي تساهم في توفير مساحة خضراء في وسط المدينة،
هذه الحديقة تحتضن ذاكرة إنشاء ثانوية اليمامة التي تعد أقدم ثانوية في المنطقة الوسطى، تعاقب على إدارتها عددٌ من التربويين ذوي الخبرات العالية والإمكانات الكبيرة حيث تأسست عام 1378 هـ
وقد وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميرا للرياض ببناء معلم تذكاري (رخامي) في مكان مبناها السابق يطلق عليه حديقة اليمامة ويكتب على هذا المعلم أسماء جميع خريجيها.وزراعة النخيل في ساحتها
يشارك الفنانان توم ولين ديكيفير من بلجيكا في هذا عمل فني تركيبي يجمع أشجار واحة النخيل بشبكة مصنوعة من مئات الأمتار من الحبال المضيئة. فاسم هذا العمل مستوحى من علم النبات، فيصف توم العمل بأنه مبني على مفهوم الترابط والتباعد في آنٍ واحد، “فنرتبط نحن البشر ببعض تمامًا مثل جذور الشجرة المتداخلة في أعماقها، ويتفاعل الصوت والضوء بالطبيعة ليعكسا مادة جمالية تتيح لنا فرصة التأمل في تراكيب وتجسدات الفن من حولنا، ويُذكّرني اختيار موقع العمل الفني في وسط مدينة الرياض بمدينة براغ البلجيكية، مدينة القرون الوسطى حيث كنت أعيش أنا ولين، وهذا في حدّ ذاته شكلٌ من أشكال الترابط والتشارك بين مدينة الرياض وبراغ؛ حيث نبني عملنا الفني في أشجار واحة النخيل، لنعكس جمال تفاعل الضوء بالطبيعة وندعو الزوار للتوقف والتأمل في ذلك الترابط البديع، ليبرز مفهوم التوأمة بين البشرية والطبيعة، ويوفّر تجربة ممتعة للحضور والزوّار”.
اجتمع في هذه المساحة ذاكرة مدرسة وذاكرة نخل وذاكرة توم ولين وزوار نور الرياض..هي أن نعيش تجربة مختلفة تنعش بداخلنا قيم افتقدنا إليها مع تسارع الحياة اليومية فتأتي هذه الأعمال تضيء تلك العتمة وتعطي الأمل.